تغطية حنان فهد من الداخلة
في إطار تنزيل أفقه التنظيمي والسياسي، وعلى ضوء الدينامية المجالية المعتمدة منذ مؤتمره الوطني الرابع عشر، ختم حزب الحركة الشعبية عام 2023 بعقد الدورة الثانية لمجلسه الوطني بمدينة الداخلة تحت شعار “الصحراء المغربية من مسيرة الوفاء الى مسيرة النماء”
كبادرة غير مسبوقة في المشهد السياسي والحزبي الوطني في تنزيل الجهوية الموسعة، والخروج من اجتماعات المركز بالرباط، في إطار منهجيته التواصلية كما صَرّح المبنية على الخروج من دائرة المركزية في ممارسة العمل السياسي، وتفعيل الفلسفة الجهوية والإطار المجالي لصناعة مواقفه وتوجهاته واتخاذ قراراته، حيث جاء على لسان رئيس الحزب السيد “محند العنصر” أن الحركة الشعبية بتاريخها العميق والمتجدر لها ارتباط قوي بالاقاليم الصحراوية، والداخلة أكثر المدن الجنوبية ارتباطا بمغربيتها إذ تحدث الشدائد لتحرر نفسها، فاختيارنا للمكان يكرس تقدير الحركة الشعبية لهذه الربوع العزيزة، واعتزازها بالروح الوطنية الصادقة والراسخة التي ميزت دائما وأبدًا ساكنة ومناضلي وفعاليات هذه الأقاليم الغالية، واخلاصهم وتشبتهم الثابت بالعرش العلوي المجيد تحت القيادة السامية والعناية الوافرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
كما أكد السيد الرئيس أن التزام الداخلة ودعمها الثابت للحركة الشعبية لا يقدر بثمن وقد دأبت هذه الجهة على تكريم الحزب لمنحه عددا من المنتخبين والبرلمانيين، مما يشهد على الارتباط بين الحزب وقواعد هذه الجهة ارتباطا وثيقا.
ومن مدينة الداخلة ذات الحمولة التاريخية والبوابة الحقيقية والقلب النابض الجديد لإفريقيا، المنصة الواعدة لمستقبل التنمية في القارة الافريقية، يجدد الحزب انخراطه الفعال في الرؤية الملكية لبناء نموذج تنموي لإفريقيا الأطلسية، التي تشكل فيها الأقاليم الجنوبية محورا أساسيا بنموذجها التنموي الجهوي الرائد، وبعمقها الإفريقي ورهاناتها التنموية، لخلق تكتل اقتصادي قوي، مؤكدا على تكريس كل الجهود نحو جانب تنموي يخرج معالجة القضية الوطنية من المنظور السياسي الضيق إلى منظور تنموي، وفق المقاربة الجديدة التي أعطاها صاحب الجلالة نصره الله.
ونحو بناء مستقبل قوي وموحد لبلادنا أكد الحزب أنه اليوم في أرض ومنطلق الوحدة عبر التاريخ، وحدة تطوقها البيعة الخالدة ويزكيها التاريخ والجغرافيا، وتوطدها الثقافة ووحدة المشترك والشرعية والمشروعية القانونية.
وصرّح الأمين العام السيد “محمد أوزين” على أن اللقاء يأتي محملا برسائل قوية وواضحة، موجهة للداخل والخارج وفق سياسة الحزب المبنية على الجرأة والوضوح في الخطاب والممارسة، داعيا المغاربة للالتزام بروح تمغرابيت وتلقينها للجيل الصاعد، صادحا بأن ” ثروثنا الوحيدة هي وطنننا الغالي الموحد”
كما أشاد الحزب بما تحققه الدبلوماسية المغربية، بفضل تبصر وحكمة الملك نصره الله، من انتصارات حاسمة في المحافل الدولية دفاعا عن القضية الوطنية، على ضوء المخطط المغربي للحكم الذاتي في إطار سيادة المملكة على كافة أراضيها، معبرا في الوقت ذاته عن تقديره لكل الدول الصديقة والشقيقة التي أقدمت على فتح قنصلياتها وتمثيلياتها الدبلوماسية بالأقاليم الجنوبية.
وقد خصصت هذه الدورة المتميزة أيضا لتداول أهم المستجدات الوطنية دبلوماسيًا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، داعية الحكومة لإعادة النظر في هيكلتها وحكامتها لتواكب التحدّيات، اعتبارا لحجم الديناميات التنموية والرهانات الكبرى القارية والعالمية التي سينخرط فيها المغرب، بفضل الرؤية الملكية الاستراتيجية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله.