السعادة التي يحتقرها الوزراء والرؤساء

السعادة التي يحتقرها الوزراء والرؤساء
حين يرد بالسعادة بأنها اللغز المشؤوم الذي يسير في عروق البشرية دون ايجاد حل لأثرها وتعافي لحلولها المستوطنة للشعوب٬ وجد البشر وأصبح يعيش على أمل وحيد٬ هو المراهنة عليها بالبقاء سعداء في بيوتهم وفي مجتمعاتهم على الخصوص٬ على اعتبار أنها المؤشر الوحيد والكبير الرامي الى العمل البنائي الأول لها.
وليس ثمة هنالك أدنى شك في أن الكثيرون ممن تحتضنهم المجتمعات تحت عتبة الفقر بأنواعه٬ يخلصون القول فيها بأن وفرة المال هي الوقود الأساسي لسعادة الناس٬ تحسبا لطوارئ الحياة والحاجات الغدائية التي لا يمكن الاستغناء عنها. فيما الصنف الاخر الختامي فمرده للسعادة هو النكوب على السلطة والانسجام مع كل صغيرة وكبيرة تقع عليها حاجة المجتمع٬ تماما كما يقع مع رؤساء ووزراء اليوم.
فعوض أن تكون هذه الاخيرة مقتضبة لنسخ الحياة اليومية بالمعاملات والسلوكات الربانية الحميدة الخالصة٬ أضحت نواة اجتماعية لا تولد السعادة من خلالها الا بالنفاق الاجتماعي الأوسع ضربا لمشاريع الناس.
ذالك أنها لم تعد بالنسبة لهم شئ يمكن لمسه في أي مشروع قدم لهم٬ بل الحكم واالتأقلم مع صراعات الشعب من منصب لاخر هو الملمح الوحيد الذي تتقطع لمتسع نظير أفكارهم التتابعية٬ الساعية الى تمحيص للجهود وادخار في المجهودات.
فلما كان فيما مضى الغزو الثقافي للمجتمعات هو انحصار ونزاع ضد السلطة الملكية٬ تغيرت الأوضاع بالمرة وحل مكانها محاربة ممن تكلف لهم المهام الوزارية بحقائبها٬ احتمالا في الافلاسات التي يتورط فيها أجيال مجتمعاتهم والتوقعات التي تلازم مستقبلهم وطموحاتهم.
بحيث التنشئة الاجتماعية الصادقة والموضوعية خلص دورها الى دور التباهي والنفاق٬ بتبديد لممتلكات الناس واغراق الدولة في ديون بميزانيات كارثية٬ وحيث أن السعادة التي يحتقرها الوزراء والرؤساء هي في الأخير تقليص لأعمالهم اليومية المزاولة وادخار كبير في أجورهم٬ يوازيه بذالك في الأخير أيضا٬ تعميم قانون اللعبة الدي يتماشى رفقة محنة أجرة عامل اليوم الدي يلزمه الوقت ليل نهار البحث عنها.