أية بريس-AYAPRESSE.COM

عيد القس Valentin de Terni بين التثاقف و التشبه.

بقلم : هبة راجل.

في الـ14  فبراير من كل عام ، يحتفل  الناس في كل أرجاء العالم ب”عيد الحب” أو بالأحرى “عيد القس فالنتاين” ، في مناسبة مميزة لها طابع خاص، حيث أن الكل يعايد حبيبه  عبر  تبادل الورود الحمراء والحلويات وإرسال بطاقات المعايدة المفعمة بالعبارات الرومانسية، و كأن  التعبير عن الحب يُختصر فقط في هذا اليوم بالضبط.

 

و ربما يتساءل البعض حول قصة الفلانتين و حقيقة عيد الحب،  الذي بات   ليس فقط  حكرا على المسيحيين بل تبناه أيضا  بعض المسلمون ،  في محاولة للتشبه بالغرب و فكر الغرب، و لكن هؤلاء وأولئك ربما لا يدركون قصة هذا اليوم ولا سببه، ولا أنهم بذلك يشاركون النصارى في إحياء ذكرى قسيس من قسيسيهم، فما هي يا ترى قصة “الفلانتين”.

 

 

“فالنتاين” الذي يُنسب إليه عيد الحب، هو اسم قسيس نصراني عاش في القرن الثالث الميلادي، و بهذا يكون عيد الحب  إلا احتفال ديني خالص تخليداً لذكرى شخصية نصراني.

 

حيث جاء عن هذا اليوم أنَّ الرومان الذين كانوا آنذاك تحت حكم  الإمبراطور “كلايديس الثاني”، كانوا يحتفلون بعيد لهم يسمى ب “لوبركيليا”  في 15 فبراير من كل عام، حيث كان يوافق عندهم عطلة الربيع ، فكانوا يقدمون القرابين لآلهتهم المزعومة كي تحمي مراعيهم من الذئاب.

 

 

فكان “كلايديس الثاني” يحرم آنذاك الزواج على الجنود حتى لا يشغلهم عن خوض الحروب، لكن قسا مدعوا ب”فالنتاين” عارض هذا الحكم و كان يُتِم عقود زواج الجنود سراً، فعُلِم أمره وحُكِم عليه بالإعدام.

 

و في زنزانته أحب ابنة السجَّان ولكنه لم يستطع الزواج منها لحرمة ذلك على الرهبان في شريعتهم ، فكانت تزوره ومعها وردة حمراء لإهدائه إياها.  و عرض عليه الإمبراطور  بعدها بمدة أنْ يعفو عنه شريطة أنْ يترك النصرانية ليعبد آلهة الرومان ويكون لديه من المقربين ويجعله صهراً له.

 

فرفض القس فالنتاين هذا العرض و آثر النصرانية، فنُفِّذ فيه حكم الإعدام يوم 14 فبراير عام 270 ليلة 15 فبراير، و من ذاك الوقت اتخذ هذا التاريخ عيداً عندهم وسُمِّي باسمه.

 

وفي عام 496 ميلادي، قام البابا غلاسيوس بتعيين يوم 14 فبراير “يوم القديس فالنتين”.

 

وكان من اعتقادات المسيحيين الباطلة في هذا العيد، أنْ تُكتب أسماء الفتيات اللاتي في سن الزواج في لفافات صغيرة من الورق وتوضع في طبق على منضدة، ويُدعى الشبان الذين يرغبون في الزواج ليُخْرِج كل منهم ورقة فيضع نفسه في خدمة صاحبة الاسم المكتوب لمدة عام يختبر كل منهما خُلُق الآخر ثم يتزوجان.

 

وثار رجال الدين آنذاك على هذا التقليد و رفضوه، معتبرين إياه مُفسداً لأخلاق الشباب والشابات، فتم إبطاله في إيطاليا التي كان مشهوراً فيها ثم تم إحياؤه في القرنين 18 و 19، ليصبح بعد ذلك عيدا  مسيحيا متاعرف عليه  يحتفل به  المسيحي و المسلم في 14 من فبراير في كل سنة.

 

والعجيب أنَّ الهندوس في بلاد الهند يمنعون بيع الزهور في هذا اليوم ويحرقون المحلات التي تبيعه، لأنَّ ذلك ليس من الهندوسية ويحارب الثقافة الهندية.

 

أما بعض المسلمون فلا مانع لهم في الاحتفاء بأعياد “الغير” ، كمحاولة للتثاقف و التشبه بهم، معتبرين أن كل ما هو غربي فهو مبهج،  حيث يتشبهون بهم ويفرحون بأعيادهم أعظم من فرحهم بأعياد المسلمين، متناسين قول رسولهم الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم و هو ينهى الأنصار عن الاحتفال بأعيادهم في الجاهلية: “إن الله قد أبدلكما خيراً منهما: يوم الأضحى وعيد الفطر” [ رواه أبو داود 1134، والنسائي 1556، وأحمد(3/103)، وهو صحيح].

 

المراجع :

إسلام ويب، حقيقة عيد الحب و الموقف الشرعي منه: https://www.islamweb.net/ar/article/8374/

ويكيبيديا، عيد الحب : https://ar.m.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%8A%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8